الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
كلية الدعوة وأصول الدين
032
قسم التربية
ضعف
التربية العقديّة وأثره على المجتمع
إعداد
مشرّف بن عبدالله المشرّف
إرشاد
أ.د/ عيد الجهني
العام الجامعي
1433-1434 هـ
مقدّمة
شرّف الله الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم
بشريعة سمحاء إستسقت أصولها ومبادئها من كتاب الخالق البارئ العالم بمصالح خلقة
وشؤؤنهم ومن سنّة رسولeالذي بعثه قدوة ورحمة لهذا الخلق، فجاءت هذه
الشريعة كاملة متوازنة، أعادت كل شيء الي أصلة، ووضعت كل شيء بمكانه، فكانت كاملة
في نظامها، كاملة في منهجها، كاملة في
تربيتها فأبرزت لنا نظاماً تربوياً متميزاً فيه سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة
فمن أخذ به من الشعوب والأمم تقدّم وترقّى وتطوّر، ومن حاد عن منهاجه ودربه تأخر
وتردّى وتقهقر. ولا أدل على ذلك من أمّة كانت من أدنى الأمم علماً وقوّة وسلاحاً
وتربية أيضاً – هذه الامّة - سادت وقهرت كبار أمم الدنيا في أقل من ثلاثة عقود من
الزمن بفضل الله أولا ثم بفضل التمسك بشرعه ونهجه والسير على طريقتة وتربيته
وتزكيته القويمه،
من هنا تظهر لنا أهميّة التربية الصحيحة -
والتي هي في الواقع تطبيق عملي للشريعة الإسلاميّة- في صلاح الأفراد والشعوب
وبالتالي المجتمعات, وفي تخريج أجيال ترتقي بأممها وتقودها في دهاليز الظلمة الي
بر الأمان في عصر إتسعت فيه مصادر التربية وتعددت وتعقدت أنظمتها وأساليبها
وتباينت مناهلها ، حتى عادت كما هائلاً من المعلومات كلٌ يدلي فيه بدلوه على أساس
وأصل وعلى غيره.
ومن أراد التربية الصحيحة فسيجدها في القران الذي
اهتم بالتزكية والتوجيه لبناء الأمة وتربية النفس البشريّة من جميع جوانبها على
مختلف مستوياتها وأزمنتها فكل إنسان ينهل منه على قدر توفيق الله له ومن قصد القرآن
ليهتدي به في أي أمر مهما كان هداه الله اليه على قدر صدقه،"وكلما كان
الإنسان أنقى لله عز وجلّ كان أهدى بكتاب الله" ([1]).
مشكلة البحث
:
لقد أنعم الله على هذه الأمّة بنعمة الوحي
الذي دلها على كل خير للبشريّة وحذرها من كل شر، لذا كان لزاما على كل تربوي مسلم
أن يجعل الاسلام هو المصدر الأساسي الَّذِي يستمد مِنْهُ فكره التربوي، وأهدافه
التربوية، وَأسسَ مناهجه وأساليب تدريسه وَسَائِر شؤؤنه والتي من أهمها التربية
العقديّة.
ولما كان الإيمان المبني أسساً على المعتقد
الصحيح أحد أهم مقوّمات نجاح ترابط المجتمع ورقيّة، كان لابد لهذا المجتمع من تربية
إسلاميّة شاملة وجامعة لكل خير تضمن
التوجه الصحيح والسليم للعقائد حتى يعرف كل فرد في هذا المجتمع حقوقه والواجب عليه
تجاه ربّه وخالقه أولا ومن ثم تجاه بقيّة أفراد هذا المجتمع.
ولذا عكف علماء التربية الإسلامية على
التركيز على درع الأمة الحصين، وأساسها القوي المتين، ألا وهي العقيدة الصحيحة
التي تربطهم بالله تعالى، خصوصاً وأن الواقع الذي نعيشه الآن –للأسف- ظهرت فيه
بوادر الإنحطاط العقدي والتطاول السافر على الدين والقيم والأخلاق والتبجح بذلك
والمفاخرة بأفكار مستوردة ساعد على ذلك ضعف عام في المؤسسات الإجتماعية من الأسرة
والمدرسة والجلساء وسوّق له إعلام هابط منحلّ يسعى وبكل قوة بالتعاون مع أعداء
الإسلام الي إبعاد الجيل المسلم عن ربه U وعن رسوله e وعن عقيدته ومنهجه القويم ناهيك عن حمّى
الإبتعاث الي دول الكفر والإلحاد التي عصفت بعقول شبابنا وفتياتنا وتوجهاتهم. جاء في
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية القول: "إننا نجحنا بجهودنا وجهود
أصدقائنا في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب، ويجب أن يبقى الإسلام بعيداً عن تنفيذ
خطتنا، لمنع يقظة الروح الإسلامية بأي شكل." ([2])
تساؤلات البحث
:
يحاول
البحث الحالي الإجابة على السؤال الرئيس التالي : ما أثر ضعف التربية العقديّة على
المجتمع ؟
و يتفرع
منه الأسئلة التالية :
1.
مامفهوم التربية العقدية ؟
2.
ما حاجة الفرد والمجتمع للتربية
العقديّة ؟
3.
ما الآثار المترتبة على ضعف التربية
العقديّة على المجتمع ؟
4.
ما الحلول المقترحة لعلاج هذه
المشكلة ؟
أهداف البحث
:
أولا :التعرف على مفهوم التربية العقدية .
ثانيا : بيان جوانب من حاجة الفرد والمجتمع للتربية
العقدية.
ثالثا : التعرف على الآثار المترتبة على ضعف التربية
العقديّة على المجتمع.
رابعا : الوقوف على بعض الحلول المقترحة
لعلاج هذه المشكلة.
أهمّية البحث
:
مع تطور
التقنية الحديثة وتقارب البلدان وبالتالي تقارب الثقافات وتوسع دائرة العولمة
لتشمل القاصي والداني شيئا فشيئاً, وليتحول العالم تدريجيّا الي ما يسمى بالقرية
الصغيرة، ظهر مع هذا التقارب في الثقافات تقارب في المعتقدات أيضاً، وخرجت لنا
مسمّيات لم نكن نعهدها أو نعرفها من قبل وأصبح المسلم - خصوصاً من كان في عمر
المراهقة أو كان بعيدا جسدياً أو فكرياً عن بيئة الإسلاميّة وتربية الإجداد أهل
العقائد الفطريّة- معرضاً لهجوم لم يكن يطرأ على بال أحد ممن كان في عمره من ابآءه
وأجداده, هجوم على الذات الإلهيّة – والعياذ بالله – وعلى الحبيب المصطفى رسول
الله e
بأبي هو وأمي وهجوم على ثوابت الدين الإسلامي بإسم التحرر وإتساع الفكر!
من هنا
ظهرت أهميّة التربية الإسلاميّة بشكل عام والتربيّة العقديّة بشكل خاص لتزيل تلك
الغشاوات التي أظلمت عيون أبنائنا ولتؤصل الإيمان في القلوب وتربطه بالواقع
الملموس ليعيش فينا كما تعيش الروح في الجسد.
الدراسات
السابقة :
توفر لدى الباحث بعض الدراسات
التي لامست الجوانب العقديّة والتربوية في القران الكريم والسنة النبويّة ، ومن
بين هذه الدراسات :
-
منهج الدراسة: المنهج التحليلي
المقارن.
-
هدف الدراسة : هدفت الدراسة الي
توضيح مفهوم التربية العقدية وأهدافها مع بيان ميادين بناء الإنسان المسلم
بالتربية العقدية.
-
نتائج الدراسة: بينت الدراسة
أهمية تكوين الوعي للفرد المسلم بأساليب العبادة وميادينها وأدائها بروحها لا
بشكلها واثر ذلك على التربية العقدية، وعلى أهمية إثارة العقل والتفكر في الكون
كباب عظيم وطريقة قرانيّة لتعظيم الخالق وبالتالي تحقيق التربية العقدية في
الأفراد والمجتمعات.
-
منهج الدراسة: المنهج
الاستنباطي والمنهج التاريخي.
-
هدف الدراسة: هدفت الدراسة إلى
التعرف على ملامح المنهج التربوي العقدي للعهد المكي وعلى مراحل وأساليب هذا
المنهج، ثم كيفية الاستفادة منه في الواقع المعاصر تحديداً في المؤسسة التربوية
الأولى وهي الأسرة.
-
نتائج الدراسة: أكدت الدراسة
على بناء العقيدة في التربية الإسلامية ليس مجرد بناء بفكر إنساني أو سلوك أو نظام
اجتماعي أو سياسي إنما هو بناء للحياة من كل جوانبها، وأن العقيدة الإسلامية هي
القوة الحقيقية الدافعة لكل عمل خير.
-
منهج الدراسة: المنهج
الاستنباطي.
-
هدف الدراسة: التنبيه على
المخالفات العقدية في كتب علوم القرآن.
-
نتائج الدراسة: أكدت الدراسة
على أن المجاز كان أداة لتحريف كلام الله ورسوله e
عما أراده الله ورسوله e،
وأن نسبة التأويل والتفويض إلى الصحابة والتابعين كما ذكر في كتب علوم القرآن نسبة
باطلة، لا تستند إلى حجة صحيحة. وأن خبر الآحاد حجة في العقائد والأحكام، والتفريق
بينهما بدعة ابتدعها المعتزلة ونحوهم.
التعليق
على الدراسات السابقة:
يظهر من
خلال الدراسات السابقة تركيز جميع الدراسات السابقة على التربية العقدية فيما لم
تتطرق في مجملها إلى آثار ضعفها على المجتمع على وجه الخصوص كما في هذه الدراسة
هذه على أن بعضها قد تطرق للتربية العقدية في علوم القرآن والسنة النبوية المطهرة وبعض الآثار المترتبة على الضعف العقدي سوى أن
عرضهم كان مجملاً ، وباستثناء دراسة ياسر المرعشي لم تتطرق الدراسات السابقة إلى المخالفات
العقديّة ،وفي ذات الوقت فإن دراسة ياسر المرعشي تتعلق بالمخالفات العقدية في حين
أن هذه الدراسة تتعلق بضعف الجانب التربوي العقدي وأثره على المجتمع والفرق بينهما
ظاهر لا يحتاج إلى بيان.
مصطلحات البحث:
التربية العقدية
1-
التربية :
التربية لغة
: إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام([6]) وهي مشتقَّةٌ من
الفعل (رَبَبْ) والاسم (الرَّب) ويطلق على: المالك والسيد المطاع والمصلح ([7])
والتربية مأخوذة من المعنى الثالث وهو الإصلاح. وفي القرآن الكريم، قال تعالى:
"فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج" (سورة الحج،
الآية 5) ، أي نمت وازدادت، ورباه بمعنى أنشأه، ونمّى قواه الجسدية والعقلية والخلقية.
و جاء في قوله تعالى: "ألم نربك فينا وليدا ولبث فينا من عمرك سنين". وأيضا
قوله تعالى: "وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرة". إشارات إلى ذلك المعنى اللغوي
للتربية، فهي بمعناها الواسع تعني كل عملية تساعد على تشكيل عقل الفرد وجسمه وخلقه
باستثناء ما قد يتدخل فيه من عمليات تكوينية أو وراثية.
وفي العموم
فإن كلمة التربية لا تخرج في معناها اللغوي عن دائرة النمو و الزيادة والتنشئة. وفي
ذلك يقول الشاعر العربي القديم :
فمن يَكُ سائلاً عني فإني **** بمكةَ منـزِلي
وبها رَبيتُ
ومن تعريفات
التربية في الاصطلاح: " تنشئةُ وتكوينُ إنسانٍ سليم مُسلم متكامل من جميع نواحيه
المختلفة، من الناحية الصحية والعقلية والاعتقادية، والروحية الاعتقادية، والإدارية
والإبداعية " ([8])وجاء
لنفس المؤلف تعريف أخر وهو" إعداد المسلم إعداداً كاملاً من جميع النواحي في جميع
مراحل نموه للحياة الدنيا والآخرة في ضوء المبادئ والقيم وطرق التربية التي جاء بها
الإسلام” ([9]).
2-العقيدة :
جاء في
المصباح المنير"اعْتَقَدْتُ" كذا "عَقَدْتُ" عليه القلب
والضمير حتى قيل "العَقِيدَةُ" ما يدين الإنسان به وله
"عَقِيدَةٌ" حسنة سالمة من الشكّ([10]).والاعتقاد : افتعال
من العقد وهو الربط والشدّ ، وفي الاصطلاح حكم الذهن الجازم ، يقال اعتقدت كذا أي جزمت
به في قلبي، فهو حكم الذهن الجازم ، فإن طابق الواقع فهو صحيح ، وإن خالف الواقع فهو
فاسد([11])
.
العقيدة لغة:
كلمة مشتقة من عَـقَـدَ، وتشير إلى:العقد أو العهد، والضمان، والتوثق، وهي كناية عن:انعقاد
الحبل أي توثقه. واعتقد الشيء: أي صلُبَ وأشتدّ، ومنه أعتقد بينهما الإخاء أي صدق وثبت
واستحكم، وأعتقد كذا أي بقلبه.
والاعتقاد: افتعال من العقد وهو الربط والشدّ،
وفي الاصطلاح حكم الذهن الجازم، يقال اعتقدت كذا أي جزمت به في قلبي، فهو حكم الذهن
الجازم، فإن طابق الواقع فهو صحيح، وإن خالف الواقع فهو فاسد.
وعليه فالتربيّة
العقدية في هذا البحث هي :
الأنشطة والوسائل والأساليب والأعمال والإجراءات التي تُمارس بهدف تقوية الإعتقاد
الصحيح بكل ما جاء من الله ورسوله e
والمحافظة عليه وتكميله وزيادته.
وسيأتي –
إن شاء الله تعالى – في الفصل الثاني من هذا البحث بسط لتعريف التربية
العقدية أوسع وأشمل وأعم.
خطة البحث:
يتكون البحث من تمهيد وأربعة فصول وخاتمة على
النحو التالي:
الفصل الاول
: الإطار العام للبحث
-
مقدمة البحث
-
موضوع البحث
-
تساؤلات البحث
-
أهداف البحث
-
أهمية البحث
-
حدود البحث
-
مصطلحات البحث
-
الدراسات السابقة
-
خطة البحث
-
منهج البحث
الفصل
الثاني : مفهوم التربية العقدية .
-
المبحث الأول: تعريف التربية
العقدية.
-
المبحث الثاني: أهمية التربية
العقدية.
-
المبحث الثالث: أهداف التربية
العقدية.
الفصل الثالث: أثر التربية العقدية على الفرد والمجتمع.
الفصل الرابع : بعض الحلول المقترحة لعلاج مشكلة ضغف في التربية
العقدية
-
المبحث الأول: في محيط الأسرة.
-
المبحث الثاني في محيط المسجد.
-
المبحث الثالث: في محيط الصحبة.
-
المبحث الرابع: في محيط المدرسة.
الخاتمة :وتشتمل على ما يلي :
-
النتائج
-
التوصيات والمقترحات
-
المصادر والمراجع
منهج
البحث:
هذا
البحث يتبع منهج البحث الوصفي التحليلي،وسيعتمد الباحث في بحثه – إن شاء الله
تعالى- المنهج العلمي من خلال النقاط الآتية:
-
عزو الآيات القرآنية إلى
مواضعها في المصحف الشريف ، بذكر اسم السورة ورقم الآية.
-
عزو الأحاديث والآثار إلى
مظانها مع ذكر درجتها إن لم تكن في الصحيحين.
-
التعريف بالمصطلحات والكلمات
الغريبة.
-
ترجمة مختصرة للأعلام .
-
ضبط ما يحتاج إلى ضبط بالشكل.
الفصل
الثاني : مفهوم التربية العقدية .
المبحث الأول: تعريف التربية العقدية.
تعريف التربية في اللغة:
إن أصل
كلمة التربية في اللغة العربية الكلام عليه من خلال الأفعال الثلاثة التالية:
ربا:
يربو أي: نما ينمو ربى: يربى أي: نشأ وترعرع
ربّ:
يربّ أي: أصلحه وتولى أمره ورعاه.
وهذه
الأفعال الثلاثة شديدة الالتصاق بما تدعو إليه التربية الحديثة.
ففي لسان
العرب" ربا الشيء يربو ربواً ورباءً: زاد ونما، وأربيته: نميته، وفي التنزيل
العزيز: (ويربي الصدقات)([12])
وقد ربوت في حجره ربواً وربواً وربيت رباءً ورُبياً كلاهما: نشأت فيهم... وربيت
فلاناً أربيته تربية وتربيته وربيته بمعنىً واحد"([13]) وفيه: "رب
ولده والصبي يربه رباً ورببه تربيباً وتَرِبَّةً بمعنى رباه وتربيه وأربته ورباه
تربية: أحسن القيام عليه ووليه حتى يفارق الطفولية كان ابنه أو لم يكن"([14])
وفيه أيضاً:"رب الشيء إذا أصلحه"([15]) وفي القاموس
المحيط:"رب الأمر أصلحه... ورب الصبي
حتى أدرك"([16])
وفيه: "وربوت في حجره ربواً وربواً وربِيت رباءً ورُبْياً.
وفـي
الصحاح: "([17])
"ربيته تربية وتربيته: أي: غذوته، هذا لكل ما ينمي كالولد والزرع
ونحوه"، وفي معجم مقاييس اللغة: "رب: الراء والباء يدلان على
أصول:فالأول إصلاح الشيء والقيام عليه؛ فالرب: المالك والخالق والصاحب، والرب:
المصلح للشيء. يقال: رب فلان ضيعته إذا أقام على إصلاحها، وهذا سقاء مربوب
بالرب... والله جل ثناؤه: الربّ؛ لأنه مصلح خلقه. وربيت الصبي أربه وربيته
أربيه... والأصل الآخر: لزوم الشيء والإقامة عليه"([18])، وفي المفردات:
"الرب في الأصل التربية وهو إنشاء الشيء حالاً فحال إلى التمام فالرب مصدر
مستعار للفاعل"([19])
وفي مختار الصحاح: "رب ولده من باب رد، ورببه وترببه بمعنىً أي: رباه ومربىًّ
أيضاً من التربية"([20])
وفي أساس البلاغة: "رب ولده ورببه وتربَّبه ورباه وربيته وهو ربيبه وهي
ربيبته وهن ربائبه"([21])
وفيه: "وسمعت من يقول: أين ربِيتَ يا صبيُّ؟ بوزن: رضيت وتربيت"([22])وفي
المعجم الوسيط: "رب الولد رباً: وليه وتعهده بما يغذيه وينميه ويؤدبه، ورب
الشيء: ملكه وحفظه ونماه"([23])
فيتضح مما تقدم شمول كلمة رب ب لأغراض وأهداف التربية واحتواء قواميس اللغة
العربية للتربية ككلمة تتمشى مع المتعلم منذ صغره وما تدعو إليه عناية وتنشئة وما
ترشد إليه كذلك من رعايتهم وحفظهم والتدرج في نموهم كما يتضح أن التربية عملية
تدريجية تتم على مراحل ويتضح كذلك أهمية احتياج ربط التربية بالوحي كما يظهر من
تلك التعريفات أن هناك قاسماً مشتركاً بين المعلم والمتعلم وعملية التربية نفسها
كالمنظومة لابد من وجود كل عناصرها.
أما
تعريف التربية عند التربويين فهي كما يلي:
عند
الأستاذ رفاعة الطهطاوي([24])"التربية
هي أن تبني خُلق الطفل على ما يليق بالمجتمع الفاضل وأن تنمي فيه جميع الفضائل
التي تصونه من الرذائل وتمكنه من مجاوزة ذاته للتعاون مع أقرانه على فعل
الخير"([25])
وعند الشيخ محمد عبده([26]):
"الإنسان مجبول على الخير؛ ولهذا تقوم التربية على ترقية العقل وتنمية
الاستقلال في الفكر"([27])
وعند الأستاذ ساطع الحصري([28]:
"التربية هي أن ننشئ الفرد قوي البدن حسن الخلق صحيح التفكير محباً لوطنه
معتزاً بقوميته مدركاً واجباته مزوداً بالمعلومات التي يحتاج إليها في حياته ([29])
وعرفت التربية على أنها: "عبارة عن نقل الحضارة من جيل إلى جيل حتى يظل
الإنسان في المستوى الرفيع الذي وصل إليه ويتمثل هذا المستوى في الآداب والعلوم
والفنون والصناعات"([30])
وكذلك عرفت على أنها: "تنشئة وتكوين إنسان سليم مسلم متكامل من جميع نواحيه
المختلفة من الناحية الصحية والعقلية والاعتقادية والروحية الاعتقادية والإرادية
والإبداعية"([31])
وعرفت على أنها: "عملية إعداد المواطن الذي يستطيع التكيف مع المجتمع الذي
ينشأ فيه"([32])،
وكذلك عرفت على أنها: "عملية التكيف أو التفاعل بين المتعلم (الفرد) وبيئته
التي يعيش فيها. أو أن التربية عملية تكييف مع البيئة المحيطة"([33])
وعرفت بأنها "تعني: المعرفة + التطبيق: أي هي إعداد الإنسان المسلم .لإنتاج
المعارف المتسمة بالأصالة والمعاصرة في ميادين الحياة المختلفة ثم إعداده ليحسن إدارياً
وفكرياً وممارسة توظيف هذه المعارف في حياة الأفراد والجماعات في ضوء علاقاته
بالخالق والكون والممارسات والحياة الآخرة"([34])، وهذا يؤكد
معنى "التربية تفعلة من ربا إذا زاد ونما فهي تعهد الشيء ورعايته بالزيادة
والتنمية والتقوية والأخذ به في طريق النضج والكمال الذي تؤهله لـه طبيعته"([35])،
وهذه هي ثمرة التربية حيث النمو والزيادة في المعلومات والمعارف مع انعكاسها على
السلوك والأخلاق فتكون حسنة مما يجعل الفرد صحيح التصور العقدي وما دونه ثم وضوح
في التفكير وهذا مع اجتماع منهج سليم بتربية راقية على أحسن الأساليب كل ذلك يلازم
رعاية من المعلمين للمتعلمين فيصبح المتعلمون قادرين على فعل كل ما فيه صلاح للكون
وفق منهج معصوم ويكون ذا فاعلية مؤثرة في
بيئته المحيطة به.
تعريف العقيدة في اللغة : أصل كلمة العقيدة هو :
ع ق د ، وهي مأخوذة من العَقْد والربط والشَّدِّ ولقد تعدد تعريفات العلماء
للعقيدة ، نظراً لكثرة الجوانب التي تُعرف منها .ففي لسان العرب : " يقال :
عقدت الحبل فهو معقود وكذلك العهد..... والعقدة حجم العقد ويقال انعقد عقد الحبل
انعقاداً...وعقد العهد واليمين يعقدهما عقداً وعقَّدهما: أكدهما... وعقدت الحبل
والبيع والعهد فانعقد....وتأويله: ألزمته" "([36])
وفي
القاموس المحيط :" عقد الحبل والبَيْع والعهد يعقده : شدَّه ...... والبناء :
جعلتُ له عقوداً ...... وتعاقدوا : تعاهدوا([37]) "
وفي أساس
البلاغة : " معقود ومعقَّد : جعل عقوداً أي : طاقات معطوفة كالأبواب ، وعقد
بناءه وعقده ، وعسل عقيد ومُعْتَقد ، وأعقد معقد عقوداً : إذا غلظ ([38])
"
وفي
مختار الصِّحاح : " عقد الحبل والبَيْع والعَهْد فانعقد ...... واعتقد كذا
بقلبه وليس له معقود أي: عقد رأي ، والمعاقدة : المعاهدة ، وتعاقد القوم فيما
بينهم ، والمعاقد مواضع العقد"([39])
وفي معجم
مقاييس اللغة : " العين والقاف والدال أصل واحد يدل على شدٍّ وشِدَّة وُثوق
...... ومن ذلك عقد البناء وعقدت الحبل أعقده وقد انعقد ...... ، وعقد قلبه على
كذا فلا ينزع عنه واعقد الشئ صَلُبَ ([40]) "
وفي
المعجم الوسيط : " العقيدة : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده([41])
"
والملاحظ
من خلال تلك التعريفات اللغوية أن أصل مادة العقيدة يعود إلى الشدِّ والربط
والإحكام والتماسك والثبات .
وهذا
المعنى الحقيقي للعقيدة حيث يعقد عليها بالشَّدِّ على أشياء معينة مثل اعتقاد
الإنسان بمبادئ وقوانين ثابتة ينافح عنها . هذا والعقيدة الإسلامية التي يعتقدها
كل مسلم موحِّد هي المتعلقة بالله عز وجل وبالنبوة واليوم الآخر مع إفراد الله
سبحانه وتعالى بكل أنواع العبادة والبراءة من كل ما عُبد من دونه .
أما تعريف
العقيدة في الاصطلاح الإسلامي : وهو الاصطلاح الشرعي حيث عُرفت بعدة تعريفات
محصلتها واحدة .
فعرفت
على أنها : " مجموعة من قضايا الحق البدهيَّة المسلَّمة بالعقل والسَّمع
والفطرة ، يَعْقد عليها الإنسان قلبه ويثني عليها صدره جازماً بصحتها قاطعاً
بوجودها وثبوتها لا يرى خلافها أنه يصح أو يكون أبداً ([42] ) "
وكذلك
عُرِّفت بأنها " تعني الإفراد بالعبودية لله وحده دون سواه والاعتراف
بالخَلْق والسلطان له – سبحانه وتعالى – وتنزيهُه عن الشريك ([43] ) .
وعُرِّفت
بأنها : " نظرة الإسلام العامة إلى الوجود وتصوره الشامل له ، أو هي ذلك
التصور الكلي اليقيني الشامل عن الحقائق الكبرى التي دعا الإسلام إلى الإيمان بها دعوة
مُلِحَّة ([44])
" .
وعُرِّفت
بأنها التي " تُطلق على الإيمان الجازم والحكم القاطع الذي لا يتطرق إليه شك
وهي ما يؤمن به الإنسان ويعقد عليه قلبه وضميره ويتخذه مذهباً وديناً يدين به ([45]
) " .وعُرِّفت بأنها : " مأخوذة من الاعتقاد الذي معناه التصديق مطلقاً
فالعقيدة إذا أُطلقت فالمراد بها ما صدّق به القلب ؛ فالمعتقد معناه : التصديق
الجازم فيما يجب لله من الوحدانية والربوبية والإفراد بالعبادة والإيمان بأسمائه
الحُسنى وصفاته العُلْيا ([46]
) " .
وعُرِّفت
بأنها " التصديق بالشئ والجزم به دون شك أو ريبة فهي بمعنى الإيمان ويقال :
اعتقد في كذا أي : آمن به والإيمان بمعنى التصديق يقال : آمن بالشئ أي : صدَّق به
تصديقاً لا ريب فيه ولا شك معه ([47]
) " .
وعُرِّفت
أيضاً بأنها : " الإيمان الجازم الذي لا يتطرَّق إليه شك لدى مُعتقدِه ([48]
) " .
ومن
التعريفات السابقة يتضح الاتفاق في أصل واحد وهو الجزم بتلك العقيدة وعدم الشك
والريب وذلك من خلال تصديق القلب ومن ثم ظهور ذلك في أعمال وسلوك الفرد صاحب تلك
العقيدة .
ولفظ
العقيدة لم يكن معروفاً في معاجم اللغة بمعناه الاصطلاحي وكذلك لم يرد في الشرع
بهذا المعنى وإنما جاء الشرع بمرادفات لهذا المعنى مثل الإيمان وأصول الدين
والتصديق والتوحيد ، وعلى هذا فكل ما ورد في الكتاب والسنة من لفظ الإيمان مرتبطاً
بأحد الأركان الستة فالمقصود به:العقيدة؛ ولهذا يعرَّف الإيمان بأنه " عقيدة
تستقر في القلب استقراراً يلازمه ولا ينفك عنه ويعلن صاحبها بلسانه عن العقيدة المستكنة
في قلبه ويُصدَّق الاعتقاد والقول بالعمل وفق مقتضى هذه العقيدة "([49])
.
ثمَّ
انتشر بين العلماء هذا اللفظ عقيدة ( أو اعتقاد ) للدلالة على الإيمان بالأركان
الستة وما يتبعها من أمور وإن لم تكن في حقيقتها عقدية كالمسح على الخفين .
جـ -
تعريف العقيدة عند التربويين : التربية كلمة واحدة ولكنها شاملة ومحتوية لأشياء
كثيرة ، كذلك هي متصلة بجميع نواحي الحياة … ومن ذلك التربية العقدية ؛ لذا أشار
التربويون إلى العقيدة وعرفوها بتعريفات تتفق مع نفس التعريف الاصطلاحي لها وذلك
كما يلي : " عقيدة الإنسان مذهبه باختصار ، أي : هي ما يؤمن به ويراه عن
اقتناع قلبيّ أكيد، وعلى هذا الذي يؤمن به ويراه يذهب في حياته أي يسير ويسلك
" ([50]).
وعرفت
بأنها"الإيمان بحقيقة معينة إيماناً قطعياً لايقبل الشك أو الجدل أو هي الحكم
الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده " ( [51] ) .
وعرِّفت
على أنها " الأفكار التي يؤمن بها الإنسان ويصدر عنها في تصرفاته وسلوكه
" ( [52])
.
وكذلك
" قد أُطلق هذا اللفظ – العقيدة – في باب الديانات على ما يدين به من مسائل
الإيمان كالإيمان بالله تعالى وملائكته واليوم الآخر " ( [53]
) .
فكلام
التربويين على العقيدة يلتقي حول تقرير الإيمان الجازم وعدم الشك و عقد القلب حيث
اقترابه من التعريف الاصطلاحي للعقيدة وعلى هذا فيمكن تعريف العقيدة كما يلي( [54] ) "
العقيدة هي الجَزْم القلبيُّ القاطع لكلِّ أمرٍ غيبيٍّ آكدٍ المصدَّق بالعمل لما
جاء في القرآن الكريم وصحيح السنة والموافق للعقل الصريح حيث لامجال للشك ولا
التراجع ولا التردد ، ومن ثَمَّ يتَّخِذُها المرء ديناً له ومذهباً يعيش ويموت في
سبيل إعلائه ونصرته "( [55]
)
المبحث الثاني: أهمية التربية العقدية.
أمر العقيدة من أخطر
الأمور أهمية في حياة الأفراد والمجتمعات؛ لأهميتها في ذاتها ثم لأثرها في الأفراد
والمجتمعات. فحينما نظر الباحثون إلى أمر العقيدة وجدوا أن بها السعادة في الدارين
لمن كانت عقيدته صحيحة وفق الوحي وكذلك فيها سعادة في الدنيا لمن عمل بمبادئ معينة
يحيى عليها ويموت مدافعاً عنها إذ هي التي تحرره من العوامل والمؤثرات الخارجية
وتجعل توجهه إلى شيء واحد متجرد من العلائق الخارجية وإذا كان ذلك الشيء الواحد هو
الخالق سبحانه والمستحق للعبودية المطلقة كانت أهميتها أسمى وأجل وإنما يعرف ويقاس
"شرف العلم بشرف المعلوم والباري أشرف المعلومات فالعلم بأسمائه أشرف العلوم([56]) وقد
أولى الشرع العقيدة المستكنة في القلب اهتماماً بالغاً فجعل الحد الفاصل بين
الخلود في الجنة أو في النار إنما هو بصحة العقيدة أو بفسادها أي: بذلك الشيء
الكامن في القلب ثم عبر العلماء عن هذا الشيء المستكن في باطن الإنسان بالعقيدة:
يوضح هذا أن عقيدة الإنسان هي إيمانه بشئ إيماناً جازماً ولذلك نجد أن كل ما ورد
في الكتاب أو السنة من لفظ الإيمان مرتبطاً بأحد الأركان الستة فالمقصود به:
العقيدة وعلى هذا "فالإيمان عقيدة تستقر في القلب استقراراً يلازمه ولا ينفك
عنه ويعلن صاحبها بلسانه عن العقيدة المستكنة في قلبه ويصدق الاعتقاد والقول
بالعمل وهذا مقتضى هذه العقيدة([57]) ولهذه
العقيدة أهمية أخرى وهي تأثيرها على معتنقيها أفراداً وجماعات فهي وحدها التي
تتسبب في حدوث الأمن النفسي والأمن على المصير وكذلك هي سبب في اتحاد وجميع
الأفراد مع عدم اليأس أو الخوف من المستقبل وهي وحدها الموصلة إلى محبة الله
الخالق وشكره مما ينبثق عن ذلك هداية ورحمة بين الأفراد والمجتمعات.
المبحث الثالث: أهداف التربية العقدية:
إن التربية
العقدية في أسمى أهدافها تسعى إلى إيجاد التكامل بين التصوّر العقدي والواقع العملي
، بحيث تكون العقيدة منطلقاً تطبيقاً للحياة ، تتعامل مع كل عناصر الكينونة الإنسانية
وتلبي كل جوانبها وتتفاعل مع جميع مقوماتها المعنوية والمادية .
وبإختصار
غير مخل فالعقيدة في حقيقة الأمر هي الجوهر الإنساني الذي يخلق السعادة أو الشقاء للفرد
فالإجابة الشافية على الأسئلة الكبرى حول أصل الإنسان ونشأة الكون وسرّ الحياة، والحكمة
من الخلق ومصير المخلوق، تكشف للإنسان حجمه ودوره ومسؤوليته، وتوجه أهدافه وغاياته
في الوجود فهل هناك هدف يعدل هذا الهدف؟.
الفصل
الثالث: أثر التربية العقدية على الفرد والمجتمع.
إن
العقيدة الإسلامية المبنيّة على أساس صحيح هي أصل بناء الإنسان وتربيته وصلاحه,
وذلك لأنها تقوم على مبدأ إصلاح الإنسان من داخله ومن نفسه وقلبه, وهذه هي البداية
الصحيحة والانطلاقة النافعة في ميدان التربية، لذا فأي انحراف في هذه العقيدة،
يبدو واضحًا في حياة الإنسان العملية والخلقية، ومن ثم يؤثر ذلك بشكل ملموس في
حياة المجتمع؛ لأننا لا نستطيع الفصل بين المجتمع وأفراده والحقيقة التي ينبغي أن تظل
حاضرة في الأذهان، هي أن المنهج التربوي الإسلامي كيان مترابط الأجزاء، تتشابك فيه
العقيدة مع العبادات، وهذه مع الأخلاق، والكل يعطينا تلك الثمرة الطيبة التي هي الإنسان
المسلم، وبالنتيجة المجتمع الإسلامي الفاضل.
فمن
نأحية أثر التربية العقدية على الفرد نجد ان العقيدة الناتجة عن ترتببة عقدية صحيحة
تجعل الفرد يمتاز عن غيره بمحافظته على جميع ما أمر به الله واجتنابه جميع ما نهى عنه
الله، وإذا خالف لله أمرًا أو نهيًا فسَرعان ما يؤنبه ضميره ويرجع إلى ربه تائبًا مستغفرًا،
فتجده بالقران يحيا والقران حياته ومعلوم أن
كل آية في القرآن إنما هي دعوة لفضيلة أو نهي عن رذيلة، ولذلك فالأخلاق هي السمة
الأولى لمن تربّى تربيّة عقدية صحيحة ألم تقل عائشة عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم
" كان خلقه القرآن" . ولعل من المفيد المرور في عجالة من خلال هذا المبحث
على ابرز السمات العامة للفرد في ظل التربية العقدية :
1. النشاط والإنتاج
فلا تكاسل ولا تواكل مع حرص على الوقت, لعلمه أن الله سائله عن عمره وعمله، فهو يعبد
ربه باتقانه عمله كما يعبد ربه بالصلاة والصيام, لقوله سبحانه: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ
فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّه}
2. وضوح الأهداف
لأن العقيدة الصحيحة تجبيه على كل سؤال من الأسئلة التالية: من أين جاء؟ ولماذا جاء؟
وإلى أين يذهب؟ ألم يقل ربنا جل وعلا: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً
وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} .
3. مراقبة الله
على كا حال مستشعرا قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) وبالتالي فلا خيانة ولا غش ولا نفاق ولا ...الخ
من أمراض العصر المنتشرة
.
4. الإطمئنان
وقلة الاضطرابات والأمراض النفسية ، كيف لا ولهذا الفرد هدفًا يسعى إليه ومثلًا أعلى
يطلبه، ألا وهو نيل رضوان الله وجنته.
هذا غيض من
فيض ولكن اقتصر الباحث على السمات الأبرز كما تمت الإشارة مسبقا.
أما من ناحية
أثر التربية العقدية على المجتمع فيمكن إعتبار ما تقدم من تأثير التربية العقدية في
سلوك الفرد هو كذلك تأثير في المجتمع، لأن الأفراد هم لبنات المجتمع، فصلاحهم صلاحه
وفسادهم فساده، وكل جهد لتربية الفرد الصالح على العقيدة، هو جهد أصيل لتكوين المجتمع
الصالح, لما يوجد من علاقة وثيقة بين الفرد والمجتمع وليس من السهل بمكان أن تؤثر عقيدة
ما في الفرد دون أن ينعكس ذلك على المجتمع ولو على المدى البعيد، وفي العموم يمكن
إجمال أثر التربية العقدية على المجتمع بالسمات التالية :
1. ترابط
أواصر المجتمع وتكاتفه وتآخية، فربهم واحد ودينهم واحد وشريعتهم وأحدة وكذلك أمتهم
واحدة لهم قيادة تسوسهم بأمر الله ويطيعونها في أوامره، غنيّهم منفق وفقيرهم صابر
مستعفف وشيخهم موقر وصغيرهم مرحوم ونساؤهم مستورة.
2. الأمن من
أبرز الآثار الظاهرة على مجتمع العقيدة الصحيحة الم يقل ربنا عز وجل {الذين آمنوا
ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} .
3. النصرة
والتمكين قال تعالى وقوله حق مبين : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم
في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من
بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون }
.
4. سعة
الأرزاق ورغد العيش يقول المولى تبارك وتعالى: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا
عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون }.
وعلى قدر تمسك الفرد وبالتالي المجتمع
بعقيدته على قدر ما تزداد هذه السمات فيه وتتبارك والعكس بالعكس فمجتمع وأفراد بلا
عقيدة هم أقرب الي مجتمع الغاب منهم الي المتجمعات الإنسانيّة.
الفصل
الرابع : بعض الحلول المقترحة لعلاج مشكلة ضغف في التربية العقدية .
تقدّم ان
العقيدة:هي الأساس الذي ينبني عليه المنهج التربوي لتطهير القلب , وتزكية النفس
,وهي خطوة البداية , وخطوة الوسط , وخطوة النهاية , وإن أبرز مفاهيم العقيدة : ضبط
سلوكيات النفس على ماجاء به الشرع المطهر في أعمال القلوب , وطريقة صرفها , ومن ثم
ما يعتقده المؤمن تجاه خالقه , وللحصول على أفراد ومجتعات تربّت تربية عقدية صحيحة
وقطفت ثمارهذه التربية، لابد من المرور بجميع مؤسسات المجتمع وإعادة هيكلتها في
الإتجاة التربوي الإسلامي العقدي الصحيح وسيتعرض الباحث هنا بإختصار لبعض هذه
الموسسات كنماذج:
المبحث الأول: في محيط الأسرة.
إن كل
بيت وأسؤة لا يقوم إلا على ركيزتين اثنتين أب وأم ، ولذا فإن أول أمر يهتم به كل
فرد يرغب في صلاح ذريته وأمته هو الإهتمام غاية الإهتمام بإختيار الزوج إذ أن هذه
الخطوة هي اللبنة الأولى في البناء الصحيح لأي أسرة، يلي ذلك تعاون هذين الزوجين
على إصلاح بيئة المنزل لتكون بيئة إسلاميّة على نهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه
وسلّم تجعل اهل هذا البيت من أهل الصراط المستقيم،
بكل الوسائل التي توصل إلى ذلك، تربية الجسم بالغذاء والتنظيف والحفظ، وتربية العقل
بالفكر والتعليم، وتربية الروح بالطاعة والعبادة، تلقينا وقدوة.
والقدوة في
تربية الصغار أهم من غيرها بكثير، فإن القدوة التي ينشأ فيها الطفل، هي التي تحدد نشاطه
وتصرفاته واتجاهاته في مستقبل حياته في الأعم الأغلب، بإذن الله، لأن ما يثبت في نفسه
في صغره، وينمو معه في منزل أبويه يُصبح عادة متمكنة فيه، يصعب تغييرهما، لذلك كان
الواجب على الوالدين أن تكون تصرفاتهما كلها قدوة حسنة لأولادهما، مع التوجيه النظري
والتعليم، فتعويد الطفل منذ صغره على أنا الرزق من الله وليس من والده وأن الشفاء
من الله وليس من الطبيب وتغليمه فعلا وقولا إذا حزبه أمر أنا يفزع الي الصلاة أمر
أساسي في التربية العقدية ، وعلى العكس فإذا ساءت القدوة لم ينفع التعليم، فإن الفعل
يتمكن في النفس أكثر من التعليم، وبخاصة نفس الصغير الذي ولد على الفطرة، فإنه يعتاد
على ما يشاهد من الأفعال، وما يسمع من الأقوال، لا سيما إذا كثرت أمامه حتى أصبحت عادة.
المبحث الثاني في محيط المسجد.
إن الأساس الأول الذي أقام الرسول صلى الله عليه وسلم
دولته عليه أول ما قدم المدينة هو بناء المسجد وهذا يدل بلا شك على مكانة المسجد وأهميته
في الإسلام، وأنه من مؤسسات الإسلام التي لا يستغني عنه المسلمون، والملاحظ لسيرته
صلى الله عليه وسلم يرى أنه لم يجعل دارا سوى المسجد لإدارة شؤؤن الدوله –رغم
قدرته على ذلك – ليؤكد لكل مسلم أن البداية من المسجد والنهاية في المسجد.
ولم يكن علماء المسلمين في العصور الأولى يعرفون
مقراً للعلم يجمع الناس إلا المسجد وكان أيضا داراً للفتوى ومحكمة للقضاء ورباطاً يأوي
إليه المحتاجون ومقراً لشورى أهل الحل والعقد والبيعة العامة للخليفة ومقراً لاستقبال
الوفود والمفاوضات
وأصبح القصد
منها أن يسترزق إمام المسجد من ورائها، فضعفت وظيفة المسجد، وقلت أهمية الإمام، فأصبح
العلماء الكبار لا يرغبون في إمامة المسجد، إلا إذا كانت ذات بال في نفسها عند الناس،
كالحرمين.
لذلك صار
مفهوم المسجد عند الناس، محلاً للدعوة إلى الصلاة، ثم أداءَ الفرائض لمن شاء، وشيئا
من النوافل، وتلاوة القرآن في بعض الأوقات، ثم تغلق أبوابها إلى أن يحين الوقت الآخر،
وهكذا..ومفهوم الإمامة بدلا من أن يكون كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
معلما وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ومقيما لحدود الله أصبح القصد منها أن يسترزق
إمام المسجد من ورائها، فضعفت وظيفة المسجد، وقلت أهمية الإمام، فأصبح العلماء الكبار
لا يرغبون في إمامة المسجد، إلا إذا كانت ذات بال في نفسها عند الناس، كالحرمين
الشريفين مثلا والله المستعان.
المبحث الثالث: في محيط الصحبة.
إن المرافقة
- في الغالب - تقتضي الموافقة، فإذا كان أحد الرفيقين صالحاً، والآخر فاسداً، فإما
أن يؤثر الصالٍح في الفاسد، فيصبح صالحاً مثله، أو يؤثر الفاسد في الصالح فيصبح فاسداً
مثله، فإن لم يؤثر أحدهما في الآخر، فمآلهما الافتراق وانقطاع الصحبة في الغالب، لعدم
التماثل والتجانس بينهما.
فالصغير أو
المراهق الذي يهيئ الله له جليساً صالحاً ينتفع بمجالسته، فإن كان - في الأصل صالحاً
- استمر محافظاً على صلاحه، وإن كان فاسداً أصلحه الله بجليسه الصالح، والذي يُهيأ
له جليس فاسد قاده إلى الفساد والانحراف عن جادة الصواب، ولقد حكى الله تعالى ندم من
ترك الجليس الصالح وهدايته، ورافق الجليس الفاسد وقَبِل فساده، حيث لا ينفعه الندم؟.
قال تعالى (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( * ) يا
ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ( *) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان
للإنسان خذولا).
ولذا
فعندما سئلت أم أحد ابناء المسلمين ممن نشأ في أسرة محبة للدين وللنبي صلى الله
عليه وسلم عن سبب تطاول ابنها وسبه للنبي صلى الله عليه وسلم قالت إن إبني تغيّر
بعدما رافق جلساء سوء في أحد المقاهي ولازم صحبتهم على الرغم من أنه كان في صغره
يحفظ القرآن!!
لقد قيل
قديما :"الصاحب ساحب " وقالوا أيضا :"قلي من تصاحب أقل لك من أنت
" لذلك فتكوين البيئات الصالحة التي تنتج الجلساء والرفقاء الصالحين أساس مهم
لقيام تربية عقدية صحيحة في المجتمع بل وفي الحفاظ أيضا على الأسس والثوابت
العقديّة.
المبحث الرابع: في محيط المدرسة
لقد أدرك القادة بمختلف طبقاتهم وأجناسهم - في وقت مبكر - أن نهضة الأمة- أي أمة - وتقدمها ورقيّها ومنافستها تبدأ من غرفة الفصل،
ولذا انطلقت المشروعات التربوية في معظم دول العالم تقريبًا تخطط وتدرس كيف توظف
هذه الغرفة – أعني غرفة الفصل – لما يخدم أهدافها ، ومن المعلوم إن الهدف العام للتعليم
في الإسلام، هو رضا الله سبحانه وتعالى بعبادته التي خلق الخلق من أجلها، وعمارة الأرض
بتطبيق شريعته التي تسعد البشرية في ظلها بالعدل والإحسان والسلام. لذا نجد في
أوليات سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية تحددت غاية التعليم بأنها: (فهم
الإسلام فهمًا صحيحًا متكاملاً، وغرس العقيدة الإسلامية ونشرها، وتزويد الطالب
بالقيم والتعاليم الإسلامية والمثل العليا، وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة،
وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة، وتطوير المجتمع اقتصاديًا واجتماعيًا
وثقافيًا، وتهيئة الفرد ليكون عضوًا نافعًا في بناء مجتمعه).
ولننظر الي
معالم إسسنا العقدية في هذه البلاد المباركة إنموذجا...
§ الكون
كله مخلوق لله - جل وعلا - (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير) والإنسان جزء
من هذا الكون، أوجد على هذه الأرض للابتلاء الذي وسيلته العبادة (وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون). والعلاقة بين الإنسان والكون علاقة تسخير (ألم تروا أن الله
سخر لكم ما في الأرض).
§ الوجود
البشري ممتد إلى ما شاء الله، ومدة الحياة الدنيا هي الجزء الأقل شأنًا، بينما
الحياة الحقيقية هي الدار الآخرة..
§ الوحي
(القرآن والسنّة) والكون: هي المصادر الأساسية للمعرفة، والعقل والحس هما أدوات
البحث للحصول على المعرفة وبنائها وتوظيفها،
وأن الوحي يستقل بمصدريته للمعرفة في مجال المغيبات (الغيبيات)، والعقل
يعنى بالفهم والدراسة والاستنباط والتطبيق.
§ لا توجد
حقيقة دينية وحقيقة علمية، فالحقيقة واحدة سواء كان مصدرها الوحي أو الحس أو
العقل، وعليه فمن الممتنع وقوع التعارض بين الحقيقة التي وردت بالوحي والحقيقة
التي تم التوصل إليها بالحس أو العقل، لأن مصدر الأمر والخلق واحد.
§ سنن الله
الشرعية والكونية لا تتبدل ولا تتحول ، ويحصل كل من اتبع سنن الله على النتائج
القدرية التي رتبها الشارع على إتباع سننه.
§ الغاية
النهائية للتربية هي تنشئة (الإنسان الصالح) الذي له سلوك واحد وتعامل واحد
ومعايير واحدة، فالإنصاف والأمانة والعدل وأداء الحقوق والنصح والإحسان وإغاثة
الملهوف ونصرة المظلوم ورعاية حقوق الجار... الخ مقومات أساسية يجب أن تتجلى في
سلوك المسلم وتعامله مع المسلم وغير المسلم.
§ المعرفة
في الإسلام تستند إلى مسلمات، أهمها أن الله خالق كل شيء ذو العلم المطلق، وأن
القرآن كلام الله، وأن محمدًا رسول الله لا ينطق عن الهوى.
§ غاية
المعرفة معرفة الله ومعرفة حق الله ومعرفة كيفية أداء ذلك الحق وأداؤه فعلاً.
وعمارة الأرض - وفق منهج الله - داخلة في عموم حق الله.
§ طلب
العلم فرض على كل فرد بحكم الإسلام، ونشره وتيسيره واجب على الدولة بقدر وسعها
وإمكانياتها( سياسة التعليم 10).
§ تتكامل
علوم الشريعة وعلوم الطبيعة على أساس أن الوجود الموضوعي للأشياء والأحياء خلق
لله، والقرآن الكريم كلام الله ومحمد e
مبلغ عن الله، وكل خبر من الله عن خلقه جاء في كتابه أو على لسان نبيه لا يمكن أن
يتناقض مع الوجود الموضوعي للحقيقة.
§ المنهج
الإسلامي في المعرفة في العلوم التطبيقية منهج تجريبي يجمع بين أسلوبي النظر
العقلي والاستدلال والأسلوب التجريبي من جهة ويستمد التوفيق والإلهام من الله
ويهتدي بالوحي علاوة على أنه رباني الأصل والغاية.
§ المعرفة
البشرية مهما بلغت لا تصل إلى الكمال؛ لأنها تنبع من طبيعة الإنسان القاصرة
المحتاجة إلى الله سبحانه وتعالى دائمًا.
§ المعرفة
صفة مكتسبة في الإنسان وليست من أصل الخلقة (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا
تعلمون شيئًا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة)، لكن أدواتها لازمة لها.
مما سبق
نلاحظ مدى إهتمام السياسة التعليميّة بأرض مهبط الوحي بالتربية العقدية ولكن السؤال الأهم هل تُفعّل هذه الأسس على أرض
الواقع؟ وهذا للأسف هو منبع المشكلة وأساسها والحل لها بكل بساطه هو تفعيل هذا
الأسس في غرفة الصف! فأين ذلك المعلم الذي يستقي توجيهاته في كل باب من أبواب هداية
الإنسان من الكتاب والسنة، وأن لا يُقَدِّم على ما دل عليه القرآن والسنة قول أحد كائناً
من كان، لأن فيما دلا عليه الحق، وفي كل ما خالفه الضلال. ذلك المعلم الكفؤ في علمه
وعمله وخلقه، وفي كل باب من أبواب الخير، المعلم المزكي الذي يسلك مسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعليم
والتزكية، لتكون تربيته ناجحة، ولا ننسى أن مما يساعد هذا المعلم على أداء رسالته
توافر وتوافق البيئات حوله وتواجد مشرفين أكفاّء لديهم غيرة وأمانه وخبرة مطرّزة
بالعلم .
الخاتمة
النتائج:
-
أن التكامل بين التصوّر العقدي والواقع
العملي هو غاية التربية العقدية الصحيحة.
-
أن هدف الإنسان في وجوده
وبالتالي سعيه الي تحقيق ذاته تفسره وتحدده عقيدته.
-
الحفاظ على الأسس والثوابت العقديّة
الصحيحة نجاة في الدنيا والآخرة.
-
أهمية القدوة الصالحة في الأسرة
والمدرسة وفي جميع مؤسسات المجتمع.
-
المعلم الكفؤ في علمه وعمله وخُلقه
أحد أعمدة البناء في المجتمع الناجح.
التوصيات والمقترحات :
-
توجيه نداء لعلماء المسلمين أن
يكرسوا جهودهم ويضعوا في خططهم التربوية ربط المسلمين بتراث السلف الصالح خصوصاً فيما
يتعلق بالجانب العقدي والتربيّة عليه وفق
الكتاب والسنة.
-
تكليف الدارسين في الجامعات
بإجراء أبحاث فييما يتعلق بالجانب التربوي العقدي وسبل ترسيخه ونشره.
-
تدريس مواد التوحيد والعقيدة
وعرضها بطريقة جذابة ومحببة الي النفس وإختيار مادتها و"معلّميها"بعناية
بحيث تجمع بين عبادة المحبة والخوف وعدم تغليب جانب على آخر.
-
زيادة الإهتمام بالأطفال في
الحضانة وعمل البرامج والمناهج العقدية المناسبة لهم لترسيخ حب الله ورسوله في
قلوبهم والخوف منه.
-
إدراج السيرة العطرة لسيد
المرسلين صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابة رضي الله عنهم بشكل مكثّف والتركيز على
قصص التعلق بالله وحبه والخوف منه في سيرتهم.
-
ينبغي على المعلمين الاهتمام
بالجانب السلوكي للتعليم والذي يعتبر التطبيق العملي للتربية العقدية وأن لا
يقتصروا على الجانب المعرفي فحسب.
-
الدعوة إلى بناء صرح تعليمي
مُوَجَّهٍ للمعلمين والموجهين لعقد دورات عن أهميّة التربية العقدية وكيفيّة غرسها
للناشئة .
-
صرف المبالغ الطائلة لإبتعاث
الطلاب وتعريضهم للإنحلال بشتى أصنافه على بناء الجامعات هنا وإستقطاب الكفاءات في
شتى المجالات، فنكون بذلك مؤثرين لا متأثرين ومتبوعين لا تابعين.
-
العناية بواقع البيئة المدرسية
و بما يجعلها بيئة إيمانيّة علميّة مريحة ومحببة للطلاب.
-
مراقبة الإعلام الإذاعي
والفضائي الهدّام والقنوات الهابطة والمواقع الإلكترونية المثيرة للشبة وبث إعلام
مقابل هادف يشغل الشباب وغيرهم بالمفيد عوضا عن الغثّ.
-
بذل الإستطاعة في توجيه الأئمة
والمصلحين في الأحياء للعمل على تكوين البيئات الإصلاحيّة اليوميّة ودعمها وتحبيب
الناس فيها بالأخلاق لا بالعصا!.
-
أخيراً وهو الأهم تثقيف الشباب
(الملتزم) بأوامر الله والمطيع له جل في علاه بأساليب الدعوة الصحيحة بالأخلاق على
هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى لا ينفروا الغير من الدين ويكونوا سببا في كره
الناس للدين وأهله والله المستعان.
وختاما هذا
ما تيسرت كتابته على عجالة وقد ركز الباحث على أهم الجوانب مراعيا الإختصار
المطلوب في هذا المبحث وليس المقصود هنا بسط الكلام وإطالته، ولكن حسبنا من القلادة
ما أحاط بالعنق، والحر تكفيه الإشارة.
والله
المستعان وهو من وراء القصد ونستغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيّوم ونتوب
اليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم والحمدلله رب العالمين.
المصادر
والمراجع
إبراهيم ناصر، أسس التربية ،
دار عمار، ط2، عمان – الأردن، 14.9هـ
1989م.
ابن منظور، لسان العرب ، دار
الكتب العلمية، ط1، بيروت – لبنان، 1424هـ
2..3م.
الفيروز آبادي، القاموس المحيط
، مصطفى الحلبي،ط2، القاهرة – مصر، 1371هـ.
الجوهري، الصحاح، تحقيق د. إميل
بديع يعقوب، د. محمد نبيل طريفي، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت – لبنان،
142.هـ 1999م.
ابن فارس، معجم مقاييس اللغة ،
تحقيق عبد السلام محمد هارون، ط1، القاهرة – مصر، 1369هـ
الراغب الأصفهاني، المفردات،
مكتبة ومطبعة الحلبي، بدون ط، القاهرة – مصر، بدون ت.
الرازي، مختار الصحاح، عني
بترتيبه محمود خاطر، مراجعة وتحقيق لجنة من علماء العربية، دار المعارف، بدون ط،
القاهرة – مصر، بدون ت.
الزمخشري، أساس البلاغة، دار
صادر، بدون ط، بيروت – لبنان، 1399هـ
1979م.
مجمع اللغة العربي، المعجم الوسيط،
قام بإخراجه د. إبراهيم أنيس، د. عبد الحليم منتصر، عطية الصوالحي، محمد خلف الله
أحمد، قام بنشره الشيخ عبد الله الأنصاري، إدارة إحياء التراث الإسلامي، بدون ط،
الدوحة – قطر، بدون ت.
إبراهيم ناصر، أسس التربية ،
دار عمار، ط2، عمان – الأردن، 14.9هـ
1989م.
أحمد فؤاد الأهواني، التربية في
الإسلام، دار المعارف، ط2، القاهرة – مصر، 1975م.
مقداد يالجن، أهداف التربية
الإسلامية، دار الهدى، ط2، الرياض – المملكة العربية السعودية، 14.9هـ 1989م
ماجد عرسان الكيلاني، مناهج التربية
الإسلامية والمربون العاملون فيها، مؤسسة الريان، بدون ط، بيروت – لبنان،
1419هـ 1998م.
ابن فارس، معجم مقاييس اللغة ،
تحقيق عبد السلام محمد هارون، ط1، القاهرة – مصر، 1369هـ.
أبو بكر جابر الجزائري، عقيدة
المؤمن ، دار السلام، ط2، القاهرة – مصر، 1424هـ 2..3م.
محمد بن صالح بن عثيمين، أحكام القران
الكريم ، دار ابن القيم ، ط1، الرياض – المملكة العربية
السعودية، 1417هـ.
مجمع اللغة العربي، المعجم الوسيط،
قام بإخراجه د. إبراهيم أنيس، د. عبد الحليم منتصر، عطية الصوالحي، محمد خلف الله
أحمد، قام بنشره الشيخ عبد الله الأنصاري، إدارة إحياء التراث الإسلامي، بدون ط،
الدوحة – قطر، بدون ت .
صالح الأطرم، الأسئلة والأجوبة في
العقيدة، دار الوطن، ط1، الرياض – المملكة العربية السعودية، 1413هـ.
عمر سليمان الأشقر، العقيدة في الله،
دار النفائس، ط12، عمان – الأردن، 1421هـ
2...م.
صابر طعيمة، المعرفة في منهج القرآن
الكريم، دار الجيل، بدون ط، بيروت – لبنان، 1985م.
عمر محمد التومي الشيباني، فلسفة
التربية الإسلامية، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، ط6، طرابلس –
ليبيا، 1968م.
عدنان محمد زرزور، نحو عقيدة
إسلامية فاعلة، المكتب الإسلامي، ط1، بيروت – لبنان، 1414هـ 1994م.
أبو بكر بن العربي، أحكام القرآن
، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بدون ط، بيروت – لبنان بدون ت.
[23] - مجمع
اللغة العربية، المعجم الوسيط، قام بإخراجه د. إبراهيم أنيس، د. عبد الحليم منتصر،
عطية الصوالحي، محمد خلف الله أحمد، قام بنشره الشيخ عبد الله الأنصاري، جـ 1 ص
321، إدارة إحياء التراث الإسلامي، بدون ط، الدوحة – قطر، بدون ت. وينظر: نديم
مرعشلي، أسامة مرعشلي، الصحاح في اللغة والعلوم، جـ 1 ص 454 – 455، مرجع سابق.
[24] - الأستاذ
رفاعة الطهطاوى، تلقى تعليمه في الأزهر الشريف ثم ذهب إلى فرنسا وحصل علوماً
ومعارف متعددة وبعد رجوعه إلى مصر أنشأ مدرسة الألسن وأسس جريدة الوقائع المصرية
ومن أشهر مؤلفاته: كتاب تخليص الإبريز في تلخيص باريز، مات سنة 1873م
[26] - الشيخ
محمد عبده، درس العلوم الشرعية في الأزهر الشريف ثم اطلع على العلوم الحديثة
والتقى محمد جمال الدين الأفغاني وأصدرا معاً جريدة العروة الوثقى، له مؤلفات
عديدة أشهرها التفسير والفتاوى مات سنة 1905م.
[28] - الأستاذ
ساطع بن محمد هلال الحصري، نال الإجازة في الشريعة من الأزهر الشريف، وتولى مناصب
قضائية وتعليمية في عدة دول، وله مشاركات في مجالات مختلفة، أصدر مجلة التربية
والتعليم وله محاضرات في القومية العربية، مات سنة 1968م.
[31] - مقدار
يالجن، أهداف التربية الإسلامية، ص20، دار الهدى، ط2، الرياض – المملكة العربية
السعودية، 1409هـ - 1989م.
[37] - الفيروز آبادي، القاموس
المحيط، مادة ( دق ع)، مرجع سابق
[43]-
الأستاذ الدكتور محمود إمبابي ، من سمات العقيدة الإسلامية ، مقال بمجلة
الأزهر ، ص 372 ، الجزء الثالث ، السنة (78 ) ، القاهرة – مصر ، ربيع الأول سنة
1426 هـ ، إبريل / مايو سنة 2005
م .
[44]- عطية
محمد عطية وآخرون ، العقيدة الإسلامية ، ص 12 ، دار الفكر للنشر و التوزيع ، ط 1 ،
عمّان – الأردن ، 1990 م
.
[46]- الشيخ صالح الأطرم ، الأسئلة والأجوبة في
العقيدة ، ص 7 ، دار الوطن ، ط 1 ، الرياض – المملكة العربية السعودية ، 1413 هـ .
[48]- عبد الله
عبد الحميد الأثري ، الوجيز في عقيدة السلف الصالح ، ص 4 ، دار ابن خزيمة ، ط 1 ،
الرياض – المملكة العربية السعودية ، سنة 1421 هـ - 2000م
[49] - د . عمر سليمان الأشقر ،
العقيدة في الله ، ص 19 ، مرجع سابق .
[50]-
الأستاذ صابر طعيمة ، المعرفة في منهج القرآن الكريم ، ص 193 ، دار الجيل ،
بدون ط ، بيروت – لبنان ، 1985
م .
[51] - د . علي خليل أبو العينين ، فلسفة التربية
الإسلامية ، ص 177 ، دار الفكر ، ط 2 ، بيروت – لبنان ، 1976 م .
[52]- د . محمد خير فاطمة ، منهج الإسلام في تربية
عقيدة الناشئ ، تقديم وتقريظ د . أحمد كفتارو ، ص 55 ، دار الخير ، ط 1 ، بيروت –
لبنان ، دمشق – سوريا ، 1419 هـ - 198
م .
[55]- محمود داود دسـوقي
خطابي، مناهج التربية العقدية عند الإمام ابن تيميَّة
(دراسة وصفية تحليلية) ، ب مرجع سابق بتصرف
[56] - الإمام
أبو بكر بن العربي، أحكام القرآن، تحقيق علي محمد البجاوي، جـ2 ص 804، دار المعرفة،
بدون ط، بيروت – لبنان
[57] - د. عمر
سليمان الأشقر، العقيدة في الله، ص 19، درا النفائس، ط 12 ، عمّان – الأردن،
1421هـ - 2000م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق